Skip to main content

في وقت كلنا محجورون/ات فيه في منازلنا وبالغالب بمفردنا، لدينا احتياجاتنا الجنسية. هذا ليس سراً ولا أمراً يستدعي الخجل. قد نفكّر في بعض الأحيان بالخروج للقاء شركاء/شريكات جدد أو ممارسة الجنس مع شركاء/شريكات سابقين/ات، ولكنّنا نعلم أن ذلك قد يشكّل خطراً علينا ومن الأفضل عدم القيام بذلك.

صحيح أن الحجر المنزلي وضع صعب ونتمنى أن ينقضي هذا الوقت الصعب قريباً لتتاح لنا فرصة الخروج مجدداً واستئناف حياتنا الطبيعية. ولكن الى ذلك الحين، من المهم جداً أن نبقى في المنزل من أجل سلامتنا وسلامة المجتمع.

من المؤكّد أن الحل الأكثر أماناً هو ممارسة الجنس مع الشركاء/الشريكات الذين يشاركوننا الحجر المنزلي. ولكننا لسنا جميعنا محظوظين/ات، لذلك نبحث عن طرق بديلة، كالمنصّات الإلكترونية، لتلبية احتياجاتنا الجنسية.

تُعتبر ممارسة الجنس الإلكتروني بديلاً من البدائل الموجودة، رغم أنها سيفٌ ذو حدّين. على سلامتنا أن تكون أولوية ولا نريد زجّ أنفسنا بمواقف مدمّرة لمجرد اتصال فيديو واحد أو صورة عارية قد نرسلها إلى شخص ما عبر الانترنت. لطالما واجهنا مشاكل متعلّقة بالسلامة والأمن حتى قبل فيروس كورونا.

إن ممارسة الجنس الالكتروني ممارسة ممتعة حيث نرسل صور عارية لأجسادنا أو نقوم بدردشة فيديو عرياً مع شخص نحب. ولكن في معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تبحث الشرطة دائماً عن الأشخاص الذين يقومون بهذه الممارسات، كما يبحث الانتهازيون الآخرون عنهم/نّ  بهدف ابتزازهم/نّ. بالإضافة إلى أننا لا نريد أن نكون ضحاياً للانتقام من الإباحية أيضاً.

ما هي أفضل طريقة للتواصل بأمان عبر الإنترنت؟

(يمكنكم/نّ أيضاً قراءة المقال الذي نشرته المؤسسة العربية للحريات والمساواة سابقاً: كيف نرسل صور عارية بطريقة آمنة)

قاعدة رقم 1: عدم إظهار الوجه:

أولاً، علينا ألا نُظهر وجهنا وجسدنا العاري في الصورة نفسها، وبهذه الطريقة يمكننا دائمًا إنكار هذه الصور وادّعاء أنها لا تخصّنا. هذه هي القاعدة الأكثر أهمية. سواء كنا نريد إرسال الصور أو الاتصال من خلال الفيديو بشخص ما، فلنختر دائمًا إمّا إظهار وجهنا أو صورنا العارية. علينا أن نتذكر أيضًا أن نغطّي أي وشم مميز أو ندبة ما قد يستخدمها الأشخاص لتحديد هويتنا بوضوح. وبالطبع، علينا تغطية أي علامة مميزة في الخلفية (كصورة لنا أو لشريكنا/شريكتنا أو لأحد أفراد عائلتنا) وأن نحاول أن تكون الخلفية غير ممكنة الوصف أو التحديد. 

قاعدة رقم 2: أخذ الوقت الكافي للتعرّف إلى الشخص الآخر: 

ثانيًا، علينا أن نأخذ وقتنا في الدردشة والتعرف على الأشخاص الذين ننوي إرسال صورنا ورسائلنا الجنسية لهم/نّ. وعلينا أن نحاول أن نكسب الوقت للتأخر في إرسال هذه الرسائل قدر المستطاع. لا نخسر بذلك شيئاً من المتعة اذ إن المداعبة الإلكترونية ممتعة الى درجة متساوية بالمداعبة الحقيقية. بهذه الطريقة، نتعرف على اللآخرين ونستوضح أكثر عن نواياهم. ولكن علينا أن نتذكر دائمًا أننا لا يمكننا الوثوق بأي شخص عبر الإنترنت، ولا يمكننا أن نعرف الأشخاص الذين نكلّمهم بشكل قاطع. حتى عندما يبدون غير مؤذيين، قد يكونوا صبورين ويعطوننا الكثير ىمن الوقت ليأخذوا ما يريدونه في النهاية. 

قاعدة رقم 3: استخدام منصّات آمنة:

علينا أن ننتبه إلى درجة الأمان التي تقدّمها المنصّة الالكترونيّة التي نستخدمها. على سبيل المثال، يمنحنا تطبيق واتساب خاصيّة حذف الرسائل من جميع الأجهزة. مع ذلك، يمكن لمشتركي واتساب بلاس WhatsApp plus، وهو تطبيق غير آمن ، أن يخزّنوا ويحفظوا كل ما نرسله إليهم. كما يمكنهم أن يظهروا في وضعية عدم الاتصال Offline حتّى أثناء اتصالهم بالإنترنت. قد تكون هذه الخاصيات ملفتة ومفيدة، ولكن تطبيق واتساب بلاس هو تطبيق غير آمن يتيح سرقة معلوماتنا وبياناتنا ولا ينتمي الى شركة تطبيق واتساب الأساسي. 

كما يسمح تطبيق واتساب بلقطات الشاشة كصورة Screenshot، وتتخلّل هذه الصور رقم هاتف المستخدم. وهنا مشكلة: حتى حين لا نظهر وجهنا، يمكن لرقم هاتفنا أن يظهر ويمكن للأشخاص التعرّف علينا من خلال رقم الهاتف. لذا، عندما نريد إرسال محتوى جنسياً عبر الانترنت، يُفضّل استخدام نظام أساسي آمن لا يتطلب رقم الهاتف، كتطبيق “جيتسي” على سبيل المثال https://meet.jit.si. وعلينا ألا ننسى استخدام VPN أثناء القيام بذلك.

أما بالنسبة لتطبيقات المواعدة، يسمح لنا بعضها بإرسال رسائل نصية بطريقة آمنة عبر خاصية الرسائل المؤقتة، أو عبر إخفاء معلوماتنا الشخصية. ولا يسمح بعض هذه التطبيقات بتسجيل لقطة الشاشة أو الفيديو، مما يساعدنا على الحفاظ على السرية. يمكن استخدام هذه التطبيقات عوضاً عن التطبيقات التي تتطلّب مشاركة رقم هاتفنا الشخصي.

يمكن أيضاً استخدام تطبيق بي بي أم (BBM) الذي يسمح بمزيد من الخصوصية. مع ذلك/ علينا أن نتوخّى دائماً  الحذر اذ أننا نريد الاستمتاع بالرسائل الجنسية دون التعرض لأي نوع من الخطر.

من الجدير ذكره أننا نكون خاطئين اذا اعتقدنا أن تطبيقي سناب شات Snapchat وانستغرام Instagram هما تطبيقان آمنان لإجراء المحادثات الخاصة. حتى سمح لنا هذان التطبيقان من حذف الرسائل، يمكن للشخص الآخر إلتقاط لقطات شاشة وحفظها دون ان ينبّهنا التطبيق بذلك. نعم، إن الإنترنت مليء بالحيل والأساليب الماكرة.

باختصار، علينا أن نتأكّد أن تكون بياناتنا إمّا مخفيّة أو غير قابلة للمشاركة وعلينا أن نتعلم كيف نقوم بذلك بشكل أفضل. وعلينا دائماً التأكّد أننا لا تفتح أي رابط يتم إرساله عبر الإنترنت من قبل أشخاص مجهولين أو أشخاص لا نثق بهم، اذ يمكن لهذه الروابط تثبيت برامج ضارة على هاتفنا والسماح للمرسل بالتحكم بأجهزتنا.

قاعدة رقم 4: 

أخيراً، اذا كنتم/نّ تتعرضون/ن للابتزاز أو أي تهديد الكتروني، الرجاء طلب المساعدة قبل فوات الأوان. 

إذا لم تكونوا/نّ أكيدين/ات ما إذا كان تطبيقٌ ما آمناً أم لا، يمكنكم/نّ استشارة خبراء مثل Front Line Defenders. والأهم من ذلك، في حين عدم التأكّد من درجة أمان تطبيق ما، من المفضّل اختيار عدم استخدامه اطلاقاً. 

الحجر الصحي هو مجرد مرحلة عابرة. إذا كنتم/نّ بحاجة إلى المزيد من المعلومات، تواصلوا معنا.

admin

Author admin

More posts by admin